الأمم المتحدة: لن يتم استبدال الموظفات الأفغانيات بالرجال
الأمم المتحدة: لن يتم استبدال الموظفات الأفغانيات بالرجال
يواصل كبار مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان الانخراط مع سلطات طالبان (سلطات الأمر الواقع) للحصول على مزيد من التوضيح بشأن قرار حظر عمل النساء الأفغانيات مع الأمم المتحدة بالبلاد، مؤكدين أن النساء الأفغانيات لن يتم استبدالهن بالرجال.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغاريك، أن الأمم المتحدة في أفغانستان أصدرت تعليمات لجميع الموظفين الأفغان، رجالا ونساء، بعدم التوجه إلى مكاتبهم حتى يتم الحصول على مزيد من المعلومات.
وقدمت الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان إحاطة لمجلس الأمن الدولي، روزا أتونباييفا، في مشاورات مغلقة، حول آخر التطورات هناك.
وأكد المتحدث أن الأمم المتحدة في أفغانستان تعمل بلا كلل للحفاظ على مساحة العمل الإنساني وتوصيل المساعدات المنقذة للحياة مع التركيز في الوقت نفسه على سلامة وأمن جميع الموظفين المحليين.
وذكر أن النساء والرجال الأفغان يقومون بأدوار أساسية في جميع جوانب عمل الأمم المتحدة في أفغانستان، وأضاف أن مشاركة النساء الأفغانيات المهمة، أساسية للوصول إلى السكان المحتاجين بشكل آمن وفعال.
وأكد أن النساء الأفغانيات لن يتم استبدالهن بالرجال، وقال إن الأمم المتحدة تبقى ملتزمة بمساعدة الشعب الأفغاني، الذي يحتاج ثلثاه أي 28 مليون رجل وامرأة وطفل إلى المساعدات المنقذة للحياة، ويعاني 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، 6 ملايين منهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وفي بيان صحفي، أشار منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان، رامز الأكبروف إلى أن البلاد تتحرك بشكل سريع نحو حافة الهاوية بسبب نقص التمويل الحاد والحظر المفروض على العاملات في مجال الإغاثة.
وحث المسؤول الأممي المجتمع الدولي على عدم معاقبة الشعب الأفغاني بحجب التمويل، وقال إن وكالات الإغاثة تواصل العمل على الأرض لتوصيل المساعدات المنقذة للحياة للملايين وإن المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية استمرت في تطبيق برامجها خلال الأشهر الثلاثة الماضية على الرغم من الظروف الصعبة للغاية.
أزمة إنسانية عنيفة
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
قيود صارمة على النساء
وفيما وعدت طالبان بنظام أكثر ليونة لدى عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، فرضت في المقابل قيودا صارمة على النساء، ما أدى إلى استبعادهن عن الحياة العامة.
وحظرت حكومة طالبان عمل النساء في المنظمات الإنسانية في البلاد.
وأغلقت ثانويات البنات منذ أكثر من عام في حين خسرت نساء وظائفهن في الحكومة ويتقاضين جزءا ضئيلا من مرتباتهن للبقاء في المنزل، كما منعت مؤخرا الفتيات من التعليم العالي.
ومُنعت النساء من الذهاب إلى الحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامة، وتم منعهن من السفر دون محرم، ويتعين عليهن وضع الحجاب في الأماكن العامة.